23/07/2022 - 17:51

حوار مع د. أحمد خطيب | انتشار مرض السكري "نوع 2" بين المراهقين.. الأسباب وسُبل المتابعة الوقائية

تضاعفت نسبة الإصابات بأمراض السكري من (النوع 2) عند الأطفال والمراهقين في المجتمع العربي لعشرة أضعاف في العقد الأخير، مقابل ارتفاع 3.5 أضعاف في المجتمع اليهودي، وذلك بحسب معطيات بحث جديد قام به المركز الطبي التابع لمستشفى رمبام حول مرض

حوار مع د. أحمد خطيب | انتشار مرض السكري

(Gettyimages)

وصلت نسبة الإصابات بأمراض السكري من "النوع 2" عند الأطفال والمراهقين في المجتمع العربي لعشرة أضعاف في العقد الأخير، مقابل ارتفاع 3.5 أضعاف في المجتمع اليهودي، وذلك بحسب معطيات بحث جديد قام به المركز الطبي التابع لمستشفى رمبام حول مرض السكري في البلاد، وشمل البحث 14 مركزًا طبيا من كافة أنحاء البلاد.

وبلغ عدد المتعالجين المشاركين في البحث إلى 379 شخصا، من الفئة العمرية 10 - 18 عامًا، والذين أصيبوا بمرض السكري من (النوع 2)، وتم تشخيصهم بين السنوات 2008 - 2019، المعدل العمري للمتعالجين كان 14.7 سنوات، بحيث شمل البحث 228 بنتا و151 ولدا، منهم 221 مشتركا يهوديا، و158 عربيا.

ليتضح بأن هناك ارتفاع بعشرة أضعاف في إصابات السكري من نوع "2" عند الأطفال والمراهقين من المجتمع العربي، والذين شكلوا 41% من المتعالجين مقابل تشكيلهم 26% من شريحة الأطفال في إسرائيل في تلك السنوات، في حين وصلت الزيادة بالإصابات إلى 3.5 في المجتمع اليهودي.

ويصل عدد مرضى السكري في البلاد إلى قرابة 600 ألف مريض سكري من جميع الفئات، الغالبية منهم مصابين بالسكري من النوع الثاني، أما النوع الأول حوالي 50% تحت جيل عشرين سنة.

الدكتور أحمد خطيب

للحديث عن تلك المعطيات بتوسّع، أجرى موقع "عرب 48" لقاءً مع الدكتور أحمد خطيب وهو أخصائي الغدد الصماء والسكر، ومدير وحدة علاج السكري في صندوق المرضى "كلاليت" في طمرة.

"عرب 48": كيف تفسر المعطيات التي تشير إلى الازدياد في إصابات السكري في المجتمع العربي؟

د. خطيب: نرى بأن عامل العمر لم يعد يشكل فارقًا بالنسبة لتحديد نوع الإصابة بمرض السكري، حيث أن هناك نوعين من السكري، النوع الأول والذي يصاب به عادة الأطفال والمراهقين، والنوع الثاني الذي أُطلق عليه كذلك سكري الكهلة، حيث يصاب به الأشخاص من أعمار الستين وما فوق.

لكن ما نراه اليوم بأن انتشار نوعين السكري أصبح منتشرًا عند الجيلين المبكر والمتقدم، للأسف فإن أعداد المصابين بتزايد رهيب في البلاد وفي العالم. إذ أنه كان التقسيم سابقا لنوعين سكري الأطفال وهو النوع الأول حيث أن الجسم لا يفرز إنسولين، فيكون العلاج فقط من خلال الإنسولين ولا يوجد له علاج ثانٍ.

النوع الثاني هو سكري البالغين، حيث تكون مقاومة للإنسولين في جسم المصاب بشكل أكبر، حيث يفرز السجم الإنسولين وبنفس الوقت يقاومه. مؤخرًا نرى بأن عامل العمر لم يعد يشكل فارقا لتحديد نوع الإصابة، لأننا نرى بأن انتشار النوع الثاني حتى عند الأطفال والمراهقين بات أكثر زيادة.

"عرب 48": ما هي أسباب الازدياد في نسبة مصابي السكري في المجتمع العربي خاصة؟

د. خطيب: وفقا للإحصائيات العالمية فإن العشرة دول المتقدمة في أعداد الإصابات بمرض السكري تضم ستة دول عربية. أما عن أبرز الأسباب للارتفاع في المجتمع العربي فهي تعود إلى نمط الحياة والتي بالتالي تسبب السمنة الزائدة، إذ أن عامل السمنة الزائدة يؤثر بشكل قوي للإصابة بالسكري، فالسمنة الزائدة متصلة بمقاومة الإنسولين من النوع الثاني.

وبحسب الأبحاث التي أجريت مؤخرا على شريحة أطفال يعانون من السمنة الزائدة اتضح بأن نسبة مقاومة الإنسولين في جسمهم عالية، بالتالي فهم معرضون للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وهذا ما تشير إليه المعطيات حيث أن نسبة مصابي السكري من النوع الثاني هم من المجتمع العربي، كذلك نسبة السمنة الزائدة في المجتمع العربي أعلى منها في المجتمع اليهودي، هذا الأمر يُعزى إلى نمط الحياة الخاطئ، والظروف البيئية إذ نرى انشغال الأطفال والمراهقين فقط بالأجهزة التكنولوجية والابتعاد عن الحركة واللعب، كذلك ميل الأولاد إلى الأكل الجاهز والذي يكون غنيا بالكالريوت، مما يزيد من احتمال السمنة، ومع زيادة احتمال السمنة يزيد الاحتمال للإصابة بالسكري.

"عرب 48": كيف تتأثر الوظائف الجسمية على صحة الأطفال والمراهقين المصابين بسكري النوع الثاني أو سكري على مرور السنين؟

د. خطيب: يعتبر مرض السكري آفة القرن الواحد والعشرين، وهو من أكثر الأمراض التي تؤثر في جهاز الصحة، وتستهلك الكثير من الموارد في جهاز الصحة، بالتالي تسبب الكثير من المشاكل التي من الممكن أن يعاني منها المريض منها مشاكل صحية في: العيون، الكلى، الكبد، القلب، غسيل الكلى، مشاكل الأرجل وقد يتسبب في قطعها.

"عرب 48": هل يوجد بصيص من الأمل في الشفاء من مرض السكري؟

د. خطيب: تطورت الأبحاث الطبية المتعلقة في عالم الأدوية لعلاج السكري، ولكن بالمقابل نرى بأن نسبة انتشار المرض بازدياد، حيث أن الأجسام العالمية التي تجري أبحاثًا في موضوع مرض السكري تتوقع الازدياد.

بالمقابل فإنه يجب اتخاذ سبل الوقاية حيث أن "درهم وقاية خير من قنطار علاج". إذ يوصى بتوجه الأشخاص مع سمنة زائدة لإجراء فحوصات السكري، وخاصة في جيل مبكر ما يضمن نجاعة العلاج، إذ أن الجسم لا يزال في بناء طور الحياة بالتالي ممكن الوقاية بشكل أكبر. فالأبحاث تؤكد بأنه لم يعد يشكل عمر الإنسان عاملا في الإصابة بالسكري من النوعين، وفي حال تم اكتشاف السكري بشكل مبكر فيمكن التدخل من خلال الطبيب ومن ثم المتابعة من خلال إخصائيين التغذية للتوجيه نحو نمط حياة صحي لمنع تقدم هذا المرض في الجسم.

"عرب 48": ما هي الحلول التي تقترحها للوقاية من الإصابة السكري؟

د. خطيب: يجب أن يكون تشبيك من خلال وزارة الصحة، وزارة المعارف، السلطة المحلية والعائلة لوضع خطة وقاية عنوانها نحو التثقيف الصحي نحو نمطي حياة صحي وتنفيذها بشكل مشترك، إذ يجب أن تتحول المدارس والبيوت إلى مركز لممارسة نمط حياة صحي من حيث نوع الطعام وساعات الرياضة لمنع السمنة الزائدة ومنع تناول المأكولات التي تسبب السكري، ويجب توفير مساحات خضراء بشكل أكبر لتسهيل ممارسة نمط حياة صحي سليم في المجتمع العربي، يرافق هذه الخطة فرض رقابة صحية تربوية من قبل العائلة الخاصة.

التعليقات